وله نهايه

لكل ظالم نهايه..ومفيش سواد علي طول ولا نور علي طول..الدنيا كده.يوم كده ويوم كده!0

الأربعاء، أكتوبر ١٨، ٢٠٠٦

"نظريا"...الحاجه للحريه مش وقتها خالص0"

من أهم المباديء التي سارت عليها البشريه منذ خلق أدم الي وقتنا هذا وحتي ما يشاء الله,هو مبدأ "الحاجه أم الاختراع" ,فلولا شعورنا بالحاجه لما أخترعنا أي شيء وما وصلنا لما نحن فيه الأن ,ومثال علي ذلك ,حاجتنا لطعام صحي وجيد ادي الي اختراع النار لطهيه, وقبل أن نتكلم عن هذا المبدأ ,لابد أن نتعرف في البدايه عن مفهوم الحاجه,وهو : شعور داخلي ينتاب الانسان لاشباع رغباته وميوله ,مما يدفعه لسلك سلوك معين لاشباع هذه الحاجات ,وقد تكون هذه الحاجات فطريه "شخصيه"مثل الحاجه للأكل والملبس والمسكن ,وهذه الحاجات ضروريه وترتبط ارتباطا وثيقا ببقاء الانسان وتوره ,وقد تكون هذه الحاجات "عامه"مثل الحاجه للأمان والحاجه لتحقيق الذات والحاجه للحريه,وده موضوعنا النهارده0

اذن نحن نتغف ان من حقنا ان نحقق أهدافنا الشخصيه ونسعي لتحقيق أهدافنا العامه,وهنا لدينا وقفه ,لأن مفهوم الحاجه خدعنا كثيرا ,فمن خصائص الحاجات انها متوالده ومتتاليه ولا نهائيه ,فاذا حقق الانسان رغباته في حاجاته "الفطريه" الاساسيه, فهو يسعي لاشباع حاجاته العامه ...وهكذا ,ومثال علي ذلك الشخص الذي اشبع حاجاته الاساسيه من مأكل وملبس ومسكن ,نجده يبدأ في البحث عن عمل جيد لتحقيق ذاته في المجتمع ليشعر ان له قيمه ومؤثر في من حوله , وهذا يعني أن الحاجه للحريه"وهي مرحله متقدمه للحاجات" لن تأتي ولن يطلبها شعب لم يحقق حاجاته الاساسيه ,فكيف لنا نطلب من الشعب المصري أن يهب طالبا الحريه وهو لم يحقق بعد حاجاته الاساسيه التي هي مباديء حقوقه كونه من فصيل البشر 0

وهنا أتذكر كلمه الرئيس محمد حسني مبارك "الشهيره في والتي نسمعها يوميا في الفقره الزراعيه ببرنامج"صباح الخير يامصر" وهي "من لا يملك قوته لا يملك حريته" ,وهذه هي النقطه الحيويه التي ركز عليها النظام المصري طوال الحقبه المباركيه ,حيث اهتموا بشغل الشعب المصري بتوفير لقمه العيش عن مطالب الاصلاح والدستور وحريه الرأي والتعبير ,وأصبح الان في حكم" الطبيعي " أن الموظف " االكحيان" و "العدمان"يخاف ينطق بكلمه واحده حتي لا يفقد الكام "ملطوش"اللي بياخدهم من الحكومه ,واللي طبعا عنده "الدنيا وما فيها ,والا خلي الحريه تشبعه وتلبسه ,ده لو اتحققت اساسا0

والأن نعود لتاريخنا الفرعوني الحديث ,حيث كانت حاله البلاد اقتصاديا في عهد جمال عبد الناصر سيئه ووضيعه للغايه ,وكانت الناس مشغوله بلقمه العيش وبالتالي ليس هناك مجال للتحدث عن الحريه ,ومن خرج عن المألوف ليطالب بالحريه يعتبر شاذا وقد يصور علي انه عميل ,فكانت طموحات الشعب مشغوله باشباع حاجاته الفطريه ولم ترتقي لطلب الحاجات العامه والمتطوره0
اما في عهد الرئيس السادات ,فقد تميز ذلك العهد بالانتعاش الاقتصادي ومستوي معيشي جيد للمواطنين حيث قيل"من لم يغتني في عهد السادات لن يغتني ابدا" وبالتالي اشبع المواطن المصري حاجاته الاساسيه وكان من الطبيعي أن يبحث عن حاجاته العامه وأولها الحريه ,وعندما ذاد الحاح الشعب ممثلا في طبقه المثقفين ,لم يجد السادات حينها بدا من اعتقالهم , لكنه نسي أن الحريه عند الشعب المصري اصبحت من الضروريات وليس كماليات ,فكان اغتياله0

وهنا نجد أن عهد عبد الناصر الناس انشغلت بلقمه العيش "اجباريا" علي الدوله نظرا لظروف البلاد المترديه ,أما في عهد مبارك فقد شغل الشعب المصر بلقمة العيش "اختياريا" والاختيار هنا للرئيس ,رغم كل الثروات والاكتشافات البتروليه والمعدنيه وحال البلاد البعيد عن الحروب والذي أدي الي انتعاش سياحي ,حيث تولي الحكم وكله أمل في شعب فقير ينشغل بقلمه العيش ,فطالب بالنص "بربط الحزام" خلال فتره خمسيه ,لكننا اكتشفنا فيما بعد انها "خطه خمسينيه" تشمل حقبه مبارك الاب والابن ,وما خفي كان أعظم ,وبالتالي عاد حال المصريين للوراء مرة أخري وانشغلوا بتوفير حاجاتهم الاساسيه وضاعت الحريه التي خطوها في السابق0

وهنا نعود مره اخري لما بدأنا به هذا الموضوع وهو مبدأ "الحاجه أم الاختراع" فالمصري اليوم معدوم ,فهل نتخيل فقير يموت جوعا أو مريضا لا يجد علاجه,أو من يرتدي ملابس مهلهله يطلب بحريته في الانتخاب الحر النزيه, أو حريه الرأي والتعبير في قضايا النشر مثلا,أو يطالب باستقلال القضاء أو يقول للرئيس "كفااااااااااااايه" ,أو ينضم لحزب معارض ,أو الغاء قانون الطواريء ,أو يشطح به خياله للمطالبه بحقوق الحيوان ,فكل هذه الامور وغيرها تنصب في قالب الحاجات العامه الأكثر رفاهيه ولن تأتي الا باشباع حاجاته الشخصيه لان الحاجات متراكمه ,فلن نستطيه اشباع حاجتنا العامه الا باشباع حاجاتنا الشخصيه0

لقد رأيت من خلال نظرة "اقتصاديه" بحكم دراستي ,أن المطالبه بالحريه أو التغيير لن يتحقق الا اذا استطاعنا توير احتياجات المواطن البسيطه التي تساعده علي "الوقوف"معترضا , والا سيصبح جهد طبقه المثقفين في مهب الريح ,وأأمل اننا نحدد هدفنا في فتره بسيطه قادمه وهو النهوش بمستوي معيشة المواطن بمفهوم اقتصادي بحت ,وبعدها سينضج فكر المواطن ,ويطالب بما يطلب به المثقفون من حريه وتغيير , وبعد ما رأينا "شباب وصحفيون ومحاميون وفنانون وووو... من أجل التغيير" يمكننا رؤيه حركه ناس من أجل التغير0

وفي نهايه الكلام :0
اذا أردنا تحقيق كل شيء مره واحده ,فلن نستطيع تحقيق أي من مطالبنا ,هذا ان لم نعود للأسوأ0